الموضة .. في الأكل!!

البنت الستايل تحب تمشي ع الموضة .. ألوان اللبس وتسريحة الشعر من وهي في الروضة.. يا كده يا مستحيل تخرج من باب الأوضة .. ديكور بيتها من الكتالوجات والكارتيلا .. وعلى السفرة ما تنساش أبداً الفوطة .. كل ده لأنها عاشقة للموضة!!

 

كلنا كسيدات نهتم بعالم الأزياء والموضة في الشعر وخلافه .. نذهب للتسوق من المولات والمحلات الكبيرة لنشتري “بلوزة” جديدة بألوان وموديل السنة .. ونذهب للكوافير ونطلب التسريحة الجديدة حتى لا نبدو رجعيين .. ونبحث عن قطعة موبيليا موجودة في كتالوج حديث .. مواكبة العصر بالنسبة لنا هدف وأيضاً وسيلة للتجديد في حياتنا.. ولكن عمرك فكرتي أن للأكل أيضاً موضة؟!!

 

لأن الأكل موضة!!

في العصور القديمة، زمن الملوك والأمراء، كانت قائمة الطعام تشمل 13 طبق .. من أطباق فاتح شهية وشوربة وسلاطة وأسماك، إلى أطباق جانبية ورئيسية وحلويات .. مع تطور الزمن، أصبحت المنيو تحتوي على 6 أطباق فقط كحد أقصى و3 كحد أدنى .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

– قطعة الجاتوه تعتبر من الأشياء الملحوظة .. فمنذ زمن ليس ببعيد، كان حجم قطعة الجاتوة بضعف حجمها الحالي .. ونردد “كان زمن كله خير وبركة، شوفي قطعة الجاتوه صغرت وغليت إزاي؟!!” .. في حقيقة الأمر، قطعة الجاتوه لم يصغر حجمها لدواعي إقتصادية، ولكن لمواكبة العصر الحديث .. فقد أصبح حجمها الحالي حوالي 8 سم x 3 سم بارتفاع أقل مما كانت عليه .. أيضاً لم تعد كريمة الزبدة تستخدم من قبل المحلات الراقية، ولكن لماذا؟!! لأنها لم تعد على الموضة!!

– طقم الصيني يعتبر من أساسيات جهاز العروسة .. فمنذ حوالي عقدين من الزمن، كنا نجد حجم الطبق الكبير 28 سم .. أما الآن، فحجم الطبق قد زاد ليصبح 31 سم .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

حجم الطبق الرئيسي في المطاعم أيضاً أصبح 31 سم .. بل ونجد المربع والبيضاوي والمستطيل .. ولم يعد الأكل بنفس الكمية التي كانت تقدم في الماضي .. ليس فقط للدواعي الاقتصادية، ولكن لأن الأكل موضة!!

– أجدادنا كانوا يتناولون البيض المقلي مع 2 قراط ارتفاع من السمن والدسم .. أفلام الأبيض والأسود تشهد على السفرة القديمة وثرائها بالدهون .. ولكننا لم نعد نتناول الأكل بنفس الأسلوب .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

– المخبوزات منذ الحضارة الفرعونية وتطورت بتطور المطابخ العالمية من اليوناني إلى الروماني .. وقد حدثت طفرة عند الحلواني في المطبخ الفرنسي بعد تكرير قصب السكر واستخراج السكر منه .. ولكن .. الكب كيك موضة والماكرون موضة والتشيز كيك موضة والكاروت كيك موضة والوافلز موضة .. وغيرها من الحلويات والأطباق!!

– حتى الخمسينات من القرن الماضي، كان أمر الطبيعي أن يقوم الناس بزراعة احتياجاتهم من الخضروات والفاكهة .. ولكن مع الثمانينات قل هذا النشاط ليعتمد الفرد على الشراء من الأسواق .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

– كنا نجد المشمش في شهر مايو والخوخ والبرقوق في شهر يونيه .. أما الآن فنجد حتى البطيخ والشمام طوال أيام السنة، فلم تعد الخضروات والفواكه موسمية ولكنها متاحة طوال أيام السنة .. لماذا؟!! لأن التقنيات الحديثة أثرت على موضة الأكل!!

– لم تكن الأغذية المحفوظة والنصف مطهية منتشرة في الأسواق كأيامنا الآن .. في الخمسينات من القرن الماضي، كنا نجد الكثير من الأطفال في الأسواق لشراء مكون أو اثنان ينقصون لإتمام وجبة الغذاء للأسرة .. أما الآن، فمع وجود المعلبات والأغذية المحفوظة أدى إلى سرعة إتمام الأكلات في المنزل دون الحاجة للذهاب إلى السوبر ماركت بصفة دورية يومية .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

– مطاعم الساندوتشات لم تكن منتشرة منذ خمسة وعشرون عاماً كأيامنا هذه .. وأيضاً المقاهي، إذ كانت في الزمن الجميل مخصصة للرجال فقط .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

– برغم تطور المطابخ وانتشار أطباق اللحوم والدواجن، إلا أنه قد ظهرت فئة ترفع شعار “النباتي هو الحل”، وذلك قد يكون لبعض المعتقدات أو حفاظاً على صحتهم .. لماذا؟!! لأن الأكل موضة!!

حتى دكتور الرجيم موضة، فلم تكن عيادات اخصائيوا التغذية موجودة من أساس، لأن السمنة كانت من أهم مواطن الجمال والموضة آن ذاك!!

 

أسباب التغيير

التغيير هو السمة الطبيعية للحياة .. فالله لم يخلقها ثابتة ولا دائمة .. ولكن بالطبع هناك أسباب ساعدت على الوصول إلى ما نحن عليه الآن .. فما هي بعض الأمور التي كان لها تأثير قوي على موضة الأكل؟!!

– كان الإنسان في الماضي يبذل مجهود أكبر من الآن .. لم تكن المواصلات متاحة ولم يكن هناك مكيفات في كل حجرة!! فالحركة البدنية تساعد على حرق الدهون وبالتالي صحة الإنسان كانت أفضل وعمره كان أطول .. أما مع تطور الزمن ووجود أكثر من عربية لدى الأسرة الواحدة ومع انتشار المراوح والمكيفات، فأصبح الإنسان أقل في الحركة والحرق .. أدى هذا إلى إصابته بأمراض القلب والكولسترول والضغط وغيرها، وبالتالي فتح مجال لقسم التغذية .. خصصت الأبحاث الحديثة دراساتها لتغيير الأسلوب العالمي في الطهي والتغذية.

– ظهور خامات جديدة وتقنيات حديثة في الصناعة، أثرت بشكل مباشر على إحداث تطوير في الأكل.

– إزداد خروج المرأة من البيت وكثرة إنشغالها بالعمل، أدى أيضاً إلى إنتاج الوجبات الجاهزة والنصف مطهية والمعلبات التي لم تكن موجودة على أرفف الأسواق.

كلمات البحث :
عن جيهان سمير ..
حاصلة على شهادات معتمدة في علم وفن الطهي والتغذية العلاجية من الولايات المتحدة .. خبرتي الطويلة في هذا المجال بدأت عام 1999 حتى وصلت أن أكون إستشاري لكبرى الشركات العالمية والمحلية .. أقدم في هذا الموقع كل أسرار الأكل الدقيقة مع مجموعة كبيرة من الوصفات سهلة وسريعة .. أفكار صحية مناسبة لحياتك اليومية .. تابعوني!
تابعونى على ..
جيهان سمير
فيديو اليوم من جيهان
اعلانات ممولة
إصدارات مجلة كل واشكر