الأكل .. وعقد الخواجة!!

في مؤتمر بعنوان Farm to Fork أو من المزرعة إلى الشوكة .. نظمته ice_ribh الألمانية في فندق سميراميس انتركونتننتال .. والذي بدأت فاعلياته الساعة 8:30 من صباح يوم الإثنين الموافق 12 مايو، وذلك تحت إشراف وزارة البيئة .. كان المؤتمر، والذي دام لمدة يوم واحد، يستهدف الطهاة والعاملين في مجال الأغذية والمشروبات والمطاعم والشركات المنتجة للأغذية، وذلك بهدف الترويج للمصادر الغذائية المحلية والموسمية، بالإضافة إلى تعزيز الأنشطة المستدامة في مصر، أو كما يطلق عليها sustainability.

 

تم إلقاء الضوء في المؤتمر على الوسائل التي تحقق الغذاء الآمن للمجتمع المصري، وذلك عن طريق تقليل الهادر والفاقد من الأطعمة، كواحدة من الحلول والتي يعتمد جزء منها على سلوكنا كمستهلك لتلك الأطعمة .. أصبت بصدمة عندما علمت أن مقدار الهادر من الطماطم وحدها يقدر بحوالي 42% من إجمالي المحصول!! استوقفتني هذه المعلومة وما شابهها، إذ أنها تستلزم وقفة لمعرفة الأسباب وكيفية التغلب عليها من أجل نمو وازدهار المجتمع.

خلال المؤتمر والذي انتهت فاعلياته الساعة 5:00 تماماً،عرضت منظمة الفاو FAO فيديو قصير أكثر من رائع .. كان يعكس عادات السفرة المصرية على وجه الخصوص والمائدة العربية بشكل عام .. ركز في المقام الأول على الإسراف والمبالغة في الأصناف وكمياتها .. ومقدار الهادر في الأكل من لحظة شراؤه وحتى إعداده وتقديمه .. وكعادة مصرية أصيلة يكون مصير هذا الهادر “صفيحة الزبالة”!!
من العادات والتقاليد المصرية في العزومات والولائم المبالغة في الأطباق المقدمة وكمياتها، اعتقاداً منا أن تقديم كميات تكفي كل فرد، طبقاً للمعلومات الواردة في الكتب العلمية، يعتبر “عيب” ولا يليق بطبيعة كرم البيوت المصرية.
لم يعد هذا سلوك حضاري يليق مع ظروف مجتمعنا بشكل خاص، ولا يتناسب مع التطور المجتمعي العالمي .. بكل أسف المجتمع المصري مريض بـ”عقدة الخواجة”، ولكنه يكاد لا يطبق من عادات وتقاليد المجتمع الغربي شئ غير موضة الأزياء والمكياج .. وغيرها من المظاهر “الكدابة”!! .. دعينا عزيزتي نتعرف على مظاهر السفرة الغربية لعلنا نتعلم منهم عادات جديدة، تفيدنا على المستوى الشخصي من ناحة الصحة والرشاقة والاقتصاد في الوقت والمال .. وتفيد مجتمعنا المصري بشكل عام ويساهم في تحسين اقتصاد بلدنا الحبيبة.

 

عادات غربية مفيدة

– في المجتمعات الغربية، يشترون الخضروات والفاكهة بالثمرة الواحدة وليس بالضروري شراء كوسة وبامية وبسلة وباذنجان لزوم الأكل والتخزين!

– السفرة الأوروبية تحتوي على صنفين أو ثلاثة على الأكثر، مهما كانت العزومة .. يكتفون بصنف واحد من اللحوم وآخر من النشويات مع طبق سلاطة كبير كنوع من الخضروات .. ألا تلاحظين أنها وجبة متوازنة؟!

– محلات الحلويات لا تقوم ببيع تورت بمقاس 26 و 28 سم .. يكتفون بتورتة مقاس 20 سم وربما أصغر! فقطعة صغيرة تفي الاحتياج وتحافظ على الصحة والرشاقة، وفي النهاية “لكل شئ آخر” .. بمعنى قطعة صغيرة أو كبيرة لا يوجد فرق لأن مصيرها الزوال في المعدة!

– المرأة الأوروبية تقوم بطهي ما يكفي احتياج الأسرة في اليوم ولا تجدين أصناف أشكال وألوان في الثلاجة.

– تهتم المرأة الأوروبية بإيجاد حلول للفضلات والبواقي، إما تخزين بعضها أو إعادة صياغتها ببعض “المكياج” فتقدمها في اليوم التالي بشكل جديد .. كاستخدام المتبقي من الفراخ في النجرسكو والمتبقي من اللحمة المفرومة في صينية لازانيا أو مسقعة والمتبقي من العيش يتم تحميصه وطحنه أو استخدامه في الفتة أو كثير من الحلويات.

– من العادات الأجنبية في الطهي عدم المبالغة في الدهون والمحمر والمشمر، وذلك للوعي ولإدراك خطورة المبالغة في كمية الدهون التي يحصل عليها الجسم .. حقاً الدهون من العناصر الغذائية اللازمة والتي يحتاجها الجسم، ولكن ما هو المقدار الطبيعي؟! ارجعي عزيزتي للهرم الغذائي لتعلمي أن الدهون تقع على قمة الهرم، والتي يجب أن نستخدم أقل القليل منها .. ومن الأفضل استهلاك الدهون المفيدة عن الدهون الضارة .. استخدمي الدهون النباتية وابتعدي عن الحيوانية .. هل تعلمين أنه لا وجود للسمن في أرفف السوبر ماركت في أوروبا والدول المتقدمة؟!!

– الأسماك والعيش البني والخضروات والفاكهة والألبان الخالية من الدسم .. كلها خامات تقع في قائمة المشتريات للأجانب .. فالرشاقة لديهم أسلوب حياة، علماً بأنهم لا يحرمون أنفسهم مما يشتهون ولكن بكميات معتدلة للغاية.

– شرب الماء وممارسة الرياضة .. فهما من أساسيات الحياة في الدول الأوروبية .. ولكلاهما دور بارز في تنقية وطرد السموم من الجسم ومن الذهن والروح، مع انعاش للنفسية!

 

وأضيف سيدتي على النقاط السابقة أهم ملحوظة من وجهة نظري، وهي أن الأجانب يعتزون بمطابخهم وأكلاتهم الشعبية .. عندما تزور فرنسا أو ألمانيا سرعان ما تتعرف على أطباقهم الشهيرة وعاداتهم وتقاليدهم في الأكل .. تجد الكريب في فرنسا يباع في الشارع، كما تجده في قائمة أفخم المطاعم .. وفي ألمانيا العيش البني وكثير من المخبوزات والهوت دوج كبير الحجم أكثر ما يميزها .. أما في مصر نعتبر الفول والطعمية من الأكلات الشعبية .. ونطلق عليها بلدي .. وعندما نرغب في رفع شأنها نطلق عليها “أورينتال”!! .. أليس من الأفضل أن نعتز بمطبخنا وأكلاتنا، حتى يحترمنا الأجنبي؟!! يأتي الأجنبي لبلادنا ليجد السوشي والبيتزا والبيكاتا بالمشروم، ولا يجد نفس الاهتمام الراقي لتقديم أكلاتنا المصرية الصميمة!!

 

ابدئي الآن

قد حان الوقت .. الآن هو التوقيت المثالي لتبدأي في تغيير العادات والسلوك ومعتقداتك تجاه الأكل .. هل أعجبتك الفكرة؟! حاولي التأثير على المحيطين بكِ .. لا تتعجلي، اقتني فضيلة جديدة كل فترة حتى تعتادي عليها، ثم انتقلي لعادة جديدة .. وهكذا تكوني على الطريق الصواب من أجل الارتقاء بصحتك وعاداتك الغذائية الخاصة بكِ وبكل أفراد أسرتك .. وتدريجياً ينمو مجتمعنا المصري من سلوك “درجة تالتة”، إلى اقتناء سلوكيات حضارية تتناسب مع التطور المجتمعي حول العالم!

كلمات البحث :
عن جيهان سمير ..
حاصلة على شهادات معتمدة في علم وفن الطهي والتغذية العلاجية من الولايات المتحدة .. خبرتي الطويلة في هذا المجال بدأت عام 1999 حتى وصلت أن أكون إستشاري لكبرى الشركات العالمية والمحلية .. أقدم في هذا الموقع كل أسرار الأكل الدقيقة مع مجموعة كبيرة من الوصفات سهلة وسريعة .. أفكار صحية مناسبة لحياتك اليومية .. تابعوني!
تابعونى على ..
جيهان سمير
فيديو اليوم من جيهان
اعلانات ممولة
إصدارات مجلة كل واشكر